علم الأخلاق
ترجمة:
فاروق الحميد
إنّ الرؤية الفلسفية الأساس عند اسبينوزا مبنيّة على قناعة أنّه لا يمكن تأسيس أي مذهب أخلاقي على أسس متينة إذا لم يتضمّن حلاً للقضايا الفكرية الكبرى مثل: العلاقة بين الإله والعالم، بين الروح والمادة، بين النفس والجسد. وخلافاً لما توافق عليه فلاسفة عصره، قدم في كتابه هذا رؤية جديدة رافضة للفصل بين الله والوجود، بين الروح والمادة، إذ يشير إلى أن الجوهر واحد. وهو يسعى، وبأكثر من طريقة، للتأكيد على أنّ الله موجود، وأنّه واجب الوجود.
وهو في آرائه الفلسفية يتقاطع مع الآراء التي نجدها في بعض كتب أعلام الفلاسفة المتصوفين، وتحديداً أصحاب نظرية وحدة الوجود، ونظرية الحلول.
يجمع هذا الكتاب بين دفتيه قضايا فكرية وفلسفية جوهرية كانت ومازالت موضع جدل ونقاش، بعضها ميتافيزيقي، وبعضها الآخر انطولوجي، أو علمي.
وهو يجسد سعي المؤلف للارتقاء بالإنسان، وتوجيهه نحو أهداف نبيلة حصيلتها سعادته وسلامته.