نموذج جديد للكون
ترجمة:
متيم الضايع
الإنسان واعٍ تماماً بأنه محاط بجدار من المجهول، ويؤمن في الوقت نفسه بأنه يستطيع اختراق هذا الجدار، وبأن ثمّة من استطاع أن يخترقه؛ لكنه لا يستطيع أن يتخيل ما يمكن أن يكون خلف هذا الجدار. هو لا يعرف ما الذي يمكن أن يجده هناك أو ما الذي يعنيه امتلاك معرفة. يتكوّن البشر بشكل عام من حلقتين، حلقة خارجية وأخرى داخلية. يشبه البشر في الحلقة الخارجية أوراق الشجرة التي تتغير سنوياً، ومع ذلك يعدّون أنفسهم محور الحياة، ولا يفهمون أن الشجرة لها جذع وجذور، وأنها تحمل أزهاراً وثماراً إلى جانب الأوراق. أما الحلقة الباطنية فهي بشر ضمن بشر إن جاز التعبير، وهي دماغ البشرية أو روحها الخالدة حيث تُحفَظ جميع إنجازات الثقافات والحضارات ونتائجها ومكاسبها. يريد “أوزبنسكي” في هذا الكتاب أن يشاركنا رحلته في الكون، ويجعلنا نراه بمنظور جديد تندمج فيه الأفكار العلمية والدينية والروحانية والفنية، بعد أن سبر أغواره بأسلوبه الخاص البعيد عن التقليد والتلقين. وسواء اتفقنا معه أم اختلفنا، فمن المؤكّد أن طريقته هي إحدى الطرائق التي يمكن أن نرى بها الكون.