حرب الجبل الأخضر (1957 - 1959م)
أدى توقع وجود النفط في مناطق عمان الداخلية، إلى عودة الصراع بين الإمامة والسلطان بعد معايشة سلمية دامت أكثر من أربعة وثلاثين عامًا، بعد توقيع معاهدة السيب 20 سبتمبر 1920م. وتدخلت أطراف أخرى في هذا الصراع متوخية عن طريق هذا الصراع حصول ما تصبوه إليه وخاصة البريطانيين الذين ألقوا بثقلهم بشكل غير عادي في أحداث حرب الجبل الأخضر; إذ أنهم في الفترة السابقة للصراع كانوا يكتفون فقط بمساعدة السلطان حتى لا يفقد سلطته دون التدخل المباشر، ولكن مع بوادر ظهور الذهب الأسود اختلفت السياسة البريطانية.
قد شهد هذا الجبل تحصن ثورة الإمام غالب بن علي الهنائي (-1954 2009م)، في وجه السلطان سعيد بن تيمور أل سعيد (1932-1972م) والحكومة البريطانية، والتي أطلق عليها في التاريخ العماني الحديث والمعاصر (حرب الجبل الأخضر 1957-1959م)، والتي استمرت حوالي ثمانية عشر شهرًا، وانتهت بسقوط الجبل الأخضر في قضبة السلطان، وتوحد عمان تحت سلطته السياسية، وفرار أقطاب الثورة وزعمائها – الإمام غالب بن علي الهنائي، والشيخ سيلمان بن حمير النبهاني، والشيخ طالب بن علي الهنائي – إلى المملكة العربية السعودية، وقاموا هنالك بتشكيل حكومة منفى، أطلقوا عليها اسم: (إمامة عمان).
أن الصراع بين الإمامة والسلطنة تمخض في النهاية عن انهيار نظام الإمامة الإباضية، وهروب قادة النظام الي هارج الوطن، وتثبيت سيطرة السلطان على المناطق الداخلية معتمدا في ذلك على المساعدة البريطانية.