إنجيل مفكّر حرّ
ترجمة:
فاروق الحميد
‘إنجيل’ و ‘مفكّر حر’ كلمتان أبوان قريبان افترقا منذ زمن بعيد بفعل استبسال تاريخ طويل ضدّ هذه الصداقة. يسعى الكتاب إلى فتح هاتين الكلمتين المغلقتين في محاولة من المؤلف لتقريب موقف كلّ من العلمانيّة والمسيحيّة على الرغم من المظهر العام للعلاقة السلبية بينهما, حيث يدعو أحدهما إلى الإيمان المطلق من دون تساؤل, والآخر يرفض كلّ ما هو ديني دون استثناء ومن دون نقاش, ولهذا نقتل بعضنا باسم الله.
يؤكّد الكتاب على وجود جانبي المعرفة هذين, فما الذي يمكن أن نصل إليه من دون العلمانيّة, وما الذي يمكن أن نصير إليه من دون الغنى الروحي؟ ولكنه يشترط على العلمانية أن تتحدّد بأنها رفضٌ للحقائق النهائية, ووضعٌ لحدود صارمة بين ما هو دنيوي وما هو مقدّس, بعبارة أخرى أن تكون إعادة تأسيس للمجتمع من خلال اعتراف الجميع بحقهم الطبيعي بتبني الوعي الذي يريدون دون أن يسلبوا من الأخر هذا الحقّ.