جسد الآلهة
ترجمة:
الدكتور غسان بديع السيّد
منذ أن وجد الإنسان القديم توزّع بين ذاتين: ذاته هو ، وذات أخرى تحاول التواصل مع كائنٍ مجهولٍ يظنّ أنّه واهب الحياة، ولذلك عاش حالة قلق، وسعى للمقاربة بين ذاته هو والذات الأخرى التي أطلق عليها اسم الإله.
وقد جعل آلهته في البداية إلى جانبه، ثمّ رفعها بعد ذلك إلى السماء. يسعى الكتاب إلى دراسة عبادات الشعوب القديمة مع إيلاء ظاهرة التجسيد مزيداً من الاهتمام، وهي ظاهرة تجلَّت بأبعاد وأشكالٍ متعدّدة، رغم محافظتها على قواسم مشتركة في العادات والرموز والطقوس.
لقد أيقن الإنسان القديم بوجود الضدين: الروح والجسد، وآمن بخلود الروح وفناء الجسد، ولكن الجسد الوحيد الذي كان خالدا هو جسد الإله، وعند الرومان كان للملك جسدان أحدهما بشريّ فانٍ والآخر إلهي خالد.
يرى فرويد أن إنسان ما قبل التاريخ مازال يعيش داخل لاشعورنا دون أي تغيير.
ويرصد الكتاب ظاهرة ارتباط العبادات القديمة كلّها بالخصوبة، وتجلِّياتها في التماثيل الباقية حتى الآن.
أهمية الكتاب لا تأتي من الإجابات عن تساؤلات كثيرة تشغل بالنا فقط، ولكن من التساؤلات التي يثيرها أيضاً.