​لقد بنى مفكرو العقد الاجتماعي التقليديون نظرياتهم السياسيّة على الفكرة القائلة: إنَّ البشر أحرارٌ ومتساوون بالفطرة، ولقد أنكر كلٌّ من هوبز ولوك وروسّو الفكرة القائلة بأنَّ الحكّام مخوَّلون بالحكم بفضل مولدهم، وهم يعتقدون أنَّ سلطات هؤلاء الحكّام وامتيازاتهم مشروطة بقيامهم بمسؤوليّاتهم. ولكنَّهم يختلفون في فهمهم لفكرة العقد الاجتماعي. ​هوبز  يرى أنَّ حالة الطبيعة هي حالة حرب الكلِّ ضدَّ الكلّ، أي أنَّ العنف يبقى مسيطراً، عنف المهاجمين وعنف المدافعين.

​يختلف لوك وهوبز في موقفيهما من الإله، ومسافة الاختلاف بينهما تساوي المسافة بين العلمانية والنظرة الدينيَّة. فلوك يرى أنَّ القانون الإلهيّ هو المحكّ الوحيد للاستقامة الأخلاقية، وأنَّ العقل هو صوت الإله في الإنسان، والقانون الأساس للطبيعة هو الحفاظ على الجنس البشري، الحفاظ على المجتمع من خلال الحفاظ على كلّ فرد فيه، ولذلك رفض أن يكون الإنسان حرّاً في القضاء على نفسه.

أمّا روسو فيرى في الحياة السياسية القديمة نموذجاً مثالاً غنيّاً بالأخلاق والفضيلة والنزعة الوطنيّة والدين، وهو ما تفتقده السياسة الحديثة، إنَّه يعتقد أنَّ دولة مؤهَّلة اجتماعيّاً يمكن أن ترتقي بالناس وتحوّلهم من حيوانات غبيّة إلى كائنات أخلاقيّة ذكيّة.

كتاب غنيٌّ بالآراء الفكرية،  والرؤى المتباينة لنظريَّة العقد الاجتماعي التي تفتح عيوننا وعقولنا على علاقة الفرد بالجماعة وعلاقة الرعية بالسلطة.