أفول صنم
الكذبة الفرويدية
ترجمة:
الدكتور غسان بديع السيّد
فرويد.. اسم ملأ الدنيا.. من منّا لم يشدّه التحليل النفسي وطقوسه، وأسسه، ومفهوماته التي صارت مسلمات وحقائق مطلقة.. من منّا لم يسمع بعقدة أوديب، وبالأنا، والهو، والأنا الأعلى، الليبيدو، وبالكبت!.
لقد أقنع فرويد العالم بأن العلاج النفسي علاج لكلّ داء، وربط الأمراض كلّها بموضوع الجنس، وبنى نظريّته في التحليل النفسي بناء خاصّاً أقرب إلى بناء الديانة أو الأسطورة، فصارت صورة فرويد نفسه أقرب إلى صورة الأنبياء.
يحاول مؤلف الكتاب نزع هذا الجانب الأسطوري عن شخصيّة فرويد التي شغلت وما زالت تشغل العالم، وهو يتتبّع محطات حياته منذ ولادته في براغ ضمن أسرة يهوديّة، ثمّ هجرته إلى فيينا حيث درس الطبّ، وبعدها انتقاله إلى التحليل النفسي .
ويعرض الكتاب وثائق وشهادات تؤكّد ما ذهب إليه صاحبه ، ويشير إلى أنّ أسراراً كثيرة في حياة فرويد ستبقى مطويّة بسبب منع الاطلاع على الوثائق الموجودة في مكتبة الكونغرس الأمريكي، التي يمكن أن تتضمّن معلومات أكثر أهميّة.
هناك إشارات واضحة إلى وجود اكتشافات نسبها فرويد إلى نفسه وهي في الأساس لغيره ويذكر عدداً من العلماء الذين سرق فرويد اكتشافاتهم ونسبها إلى نفسه أمثال شوبنهور، ونيتشه وغيرهما.
كتاب مثير يحرِّض فينا الفضول المعرفي ويدفعنا إلى إعادة النظر في قناعات كثيرة سلّمنا بها سابقاً.